إنه طاعة من أعظم الطاعات، وقُربة من أنفع القُرُبات.. شُرِعت في كل وقت وحين.. لاتأخذ منك كثير جهد ولا وقت، لكنها من حيث أثرها تزن الجبال الراسيات.
وهو عبادة تعقُب العبادات، كالصلوات وقيام الليل والحج وسائر العبادات، وتُختَم بها المجالس طلباً للصفح والعفو من رب العالمين.
إنها عبادة الاستغفار..
يكفيك من الاستغفار أن المداوِم عليه من أشد الناس سعادة، وأوفرهم حظاً يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "طُوبَى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً"، وقال عليه الصلاة والسلام "مَن أَحَبَّ أن تَسُرَّه صحيفتُه، فَلْيُكْثِرْ فيها من الاستغفارِ". ويكفيك من جميل أثره ما نص عليه الحديث القدسي "يا بن آدم لو بلغَت ذنوبك عَنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي".
الاستغفار هو الأمان من عذاب الله، فقد صح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال فيما أخرجه الحاكم والبيهقي "كان فيكم أمانان، مضت إحداهما وبقيت الأخرى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)".
وهو سبب عظيم من أسباب مغفرة الذنوب، لأن الله سبحانه وتعالى يقول (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا). ومن شأن الغفار أن يغفر ذنوب المستغفرين، بل هو سبب من أسباب استدرار جميع أنواع الأرزاق والخيرات والبركات (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
كما أن الاستغفار سبب لرفْع درجات العباد في الجنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ليرفَعُ الدَّرجةَ للعبدِ الصَّالحِ في الجنَّةِ فيقولُ: يا ربِّ أنَّى لي هذِهِ؟! فيقولُ: باستِغفارِ ولدِكَ لَكَ". فكيف لو استغفر العبد بنفسه لنفسه؟!
وهو بالإضافة إلى ذلك كله سبب لتفريج الهموم وتنفيس الكروب ودفع البلايا. رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - ما اختُلِف في درجته - أنه قال "مَن لزمَ الاستغفارَ جعلَ اللَّهُ لَهُ من كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ومن كلِّ همٍّ فرجًا، ورزقَهُ مِن حيثُ لا يحتسِبُ".
لذلك علينا أن نكثر من هذه العبادة العظيمة، ونكرر هذا الذكر لننال هذه الفضائل، وننعم بالخير الوفير من عند ربنا جل جلاله. وعلينا أن نجتهد في تحرِّي صيغ الاستغفار الكثيرة الواردة في السنة النبوية الشريفة، لاسيَّما الصيغة التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سيِّدُ الاستغفارِ أن يقولَ العبدُ: اللَّهُمَّ أنتَ ربِّي لا إلَهَ إلَّا أنتَ خلَقتَني وأَنا عبدُكَ وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطَعتُ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ بذَنبي فاغفِر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ". من قالَها حينَ يصبحُ موقنًا بِها فماتَ من يومه دخلَ الجنَّةَ، ومن قالَها حينَ يمسي موقنًا بِها فَماتَ من ليلتِهِ دخلَ الجنَّةَ.
ويا فوز المستغفرين.
سورة يوسف سماها الله أحسن القَصص لأنها تضمَّنت من الأحداث ما يظنه الواحد منا لأول وهلة أنها مصائب ومحِن، غير أن المتأمل في نتائجها يجد أنَّ رحمة الله الرحمن الرحيم تتجلى في ثنايا هذه المحن، لتحيلها مِنَحاً وعطايا. قصة بدأت برؤيا، تم تعبيرها من قِبَل...
لا أدري ما الذي دفعني في هذه اللحظة، وأوجَد الرغبة في نفسي أن أكتب عن عيسى بن محمد؟! هكذا فجأة.. وجدت نفسي أريد أن أكتب عنه.. لا أدري لماذا؟! هل لأنني فقدت المرجع الذي كلما أردنا الفصْل في بعض القضايا بحكمة وتعَقُّلٍ ذهبنا إليه؟! هل لأنني فقدت صاحب...
جاء في الحديث (إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء) في إشارة إلى لفتة تربوية نبوية تربِّي المسلم على أهمية تجريد القصْد في العبادة من كل شيء وصرْفها لله وحده امتثالاً لقوله تعالى"وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّ...
لعمرك ما الرزية فَقْدُ مالٍ ولا شاةٌ تموت ولا بعيرُ ولكن الرزيةَ فَقْدُ فَذّ يموت لموته خَلقٌ كثيرُ إن رحيل العظماء والعلماء والدعاة والمصلحين مصيبة شديدة الوقْع على الأمة كلها، لأن في ذهاب هؤلاء ذهاباً للعلم الذي يحملونه، وتوقُّفاً للدعوة التي ي...
من المواقف البطولية الخالدة موقف الصحابي الجليل عمرو بن الجموح رضي الله عنه، وهو أحد أصحاب الأعذار الذين أجاز الله لهم التَّخَلُّف عن القتال بسبب إعاقته لأنه أعرج، والله تعالى يقول "لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَ...